تعديل

الخميس، 31 أكتوبر 2013

نساء تجمع الملح واطفال بلاحقوق يعملون تحت قسوة هذا العالم


 حسين الخفاجي
الظروف المعيشية القاسية التي تعاني منها بعض  العوائل في ذي قار قد دفعت بأفرادها إلى  العمل في مهن شاقة , ففي مدينة الناصرية هناك  أعداد كبيرة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 10الى 15 سنة منتشرين في الطرقات العامة وفي الأسواق ليبيعوا السكائر أو الأكياس أو يقومون بغسل المركبات أو دفع العربات , 

محمد علي طفل يمتهن مهنة غسل المركبات قال أني ابلغ من العمر اثني عشر سنة وأقوم بغسل المركبات لأحصل على مبلغ من المال لإعالة عائلتي التي تسكن في منطقة تدعى بالحواسم أو المتجاوزين واخرج منذ الصباح الباكر حتى الساعة الواحدة ظهرا ثم أعاود العمل الساعة الرابعة عصرا وأبقى حتى مغيب الشمس وبهذا أمنت قوة عائلتي التي تتكون من خمسة أفراد وبين محمد انه ترك المدرسة منذ ان عمل في هذه المهنة القاسية التي لا تتناسب مع عمره وانه يتمنى العودة الى المدرسة ثانية 

وفي مشهد ثاني لا يقل قسوة من حالة محمد  يقوم الطفل كاظم احمد ببيع الأكياس في احد أسواق محافظة ذي قار من اجل كسب خمسة ألاف دينار تكون كفيلة لتوفير الطعام لامه وأخوته الأربعة  وعند سؤالنا عن حياته وطبيعة عمله قال كاظم أني اخرج مع بزوغ الفجر أنا وأخي جواد الذي يعمل في السوق أيضا وهو صاحب عربة يستأجره البعض في نقل خضرواتهم الى المركبات أو المنازل القريبة  وهو يتفقدني بين الحين والأخر للاطلاع على حالي خوف ان أتعرض الى الضرب من بعض الأطفال أو الناس في السوق وعندما يحين وقت الظهير يصطحبني الى البيت ومن ثم نعاود العمل عصرا , 
أما الطفلة شيماء محمد وهي تقوم ببيع الأقراص الغنائية والحسينية على أصحاب المركبات عند باب محطات الوقود تقول أنا أمارس العمل في هذا المكان بعد العودة من المدرسة حتى أعين إخوتي ووالدي المطرح في الفراش والمصاب بشلل جعله غير قادر على الحركة وبعملي استطيع أن اجني ثلاثة أو خمسة ألاف ديناروقد يعطف البعض علي فيشتري مني هذه الأقراص , وبعيدا عن الأطفال توجد هناك عدد من النساء يقومن بجمع الملح من الأراضي البعيدة عن مراكز المدن وتنتشر هذه الظاهرة خاصة في الطريق العام عند حدود ناحية قلعة سكر شمال مدينة الناصرية مركز المحافظة حيث تقول ام حازم انها تقوم بجمع الملح نتيجة لضعف حالتي المادية فأخرج منذ الصباح الباكر مصطحبة معي فأس صغير وبعض الأدوات  لأغرسها في الأرض واستخرج منها بعض الملح لأبيعه على الطرقات العامة بمبلغ زهيد لا يمكن له أن يسد جوعي لكنه قادرا على ان يؤمن لي عيشا كريما مبينة ان لديها ولدين لكنهما مصابين في عجز كلوي جعلهما غير قادرين عن العمل الأمر الذي جعلها تمارس هذا العمل الشاق وحدها دون مساعدة من احد والى جانب أم حازم توجد امرأة أخرى تعمل في هذه المهنة أيضا وهي أم حميد بانت قسوة الحياة على تجاعيد وجهها فجعلتها تشكي حالها لنا فتقول إني اعمل في هذه المهنة الصعبة وأنا في سن الخمسين من العمر،وأمارس  مهنة جمع الملح  منذ سنوات طويلة وما ابتغيه أن ينظر المسؤولون إلى حالي لتقديم المساعدة وانتشالي  من واقع مرير ومأساوي فيما أكد الناشط المجتمعي علي ازغير وهو احد الناشطين في منظمات المجتمع المدني ان عمل النساء في هذه المهنة ظاهرة غير حضارية وعلى الحكومة ان تضع حدا لها وتضمن للنساء العاملات فيها عيشا كريما من خلال تخصيص راتب شهري لهن, 
وفيما يخص عمل الأطفال بين أصغير ان عمل الاطفال في الشوارع منافيا للمعاهدات الدولية التي تمنع استخدامهم في العمل ومخالفا للمادة واحد وتسعين من قانون العمل العراقي التي تمنع الأحداث من ممارسة الأعمال التي تكون بطبيعتها مؤذية لصحتهم أو تشكل خطرا على حياتهم اواخلاقهم فالكثير منهم قد ينحرف عن الطريق ليمارس أمور قد تودي به الى الهاوية كالسرقة اوالقتل أو بيع المخدرات وغيرها من الأمور السيئة الأخرى .




0 التعليقات :

إرسال تعليق